الجمعة، ٢٧ جمادى الأولى ١٤٣٠ هـ

سلافه .. شخصية تثير اهتمامي ..

تصحو " سُــلافـه " من نومها فتتخطى سرير أختها لتنزل قفزا ,,
يرمقها الجميع بنظرات تعجب .. كيف يصحو النائم ويقفز !!!
تبدأ يومها الجديد الحافل بالمغامرات والتصرفات الغير عقلانية ..
تشرب كوب الحليب بعد "التهديد والوعيد" ..
وتجلس لتمشط أمها شعرها بقوة .. كم تكره سلافه المشط ووقت الامتشاط !!
توصيها أمها قبل الذهاب للمدرسة بوصايا متعددة ..فتنظر سلافة لوالدتها ثم تشيح بالنظر .. وهي تنوي تجاهل هذه النصائح ..
فهي ترى أن هذه النصائح غير مناسبة لها ..
كانت سلافة زعيمة في فصلها ..كانت ذكية .. متفوقة .. لكن طاقتها الحركية إحدى مساوئها ..
تحب الحركة والضحك وتبحث عن المتعة في كل لحظة ..تحب قيادة الزميلات .. الكل يأتمر بأمر سلافة .. والكل يصغي لما تقول سلافه ..
رغم قوة سلافة الظاهرة .. واظهارها عدم الاكتراث بأمر أحد إلا أنها من أرق الفتيات .. وأكثرهن عاطفة ,,
تعود سلافة لبيتها .. فتبدأ بمزاولة نشاطات جديدة من قفز .. ونط .. وتسلق .. وشجار ..
تحاول حينا إغاظت أختها الصغرى وتلاعبها حينا .. قد تأخذها غفوة .. تقوم بعدها للغداء ,,
بعد العصر .. تجلس أم سلافة في وسط البيت وتنادي على سلافة وأختها ..ومن التي ستذاكر لها أولا ..
تكره سلافة وقت المذاكرة .. خاصة وأنه يعتبر وقت محاسبة أمها لها .. وتذكر الأخطاء الماضية .. : )
فيقام عليها الحد التعزيري للمرة العاشرة ..
تقوم أمها لانهاء إحدى مهامها وتوصيها بأن تذاكر وحدها ..
فتتجه سلافة لباب الشارع .. تخرج لترى صديقاتها ... تغبطهن كثيرا .. فأمهاتهن لايمنعنهن من الخروج
نسيت سلافة أمر أمها .. لعبت كثيرا .. حتى كادت تنسى اسمها من شدة الفرح وكثرة اللعب ..
فجأة .. سمعت سلافة .. صوت منادي ينادي باسمها ..
قلبت أعينها بالسماء ثم قالت بصوت خافت ..
" ياويلي .. انها أمي .."
اتجهت سلافة الى مصدر الصوت .. كالذي يغشى عليه من الموت ..
تلقتها أمها بنظرات كادت أن ترديها قتيلة .. وأمسكت بيدها توقعت سلافة الخطوة التالية .. فأنزلت عينيها وأخذت الجرعة بكل صبر واحتساب ..
" سـلــمـى " .. أخت سلافة الكبرى ..كانت تختلف في الشخصية عن سلافه ,,
كانت ذات عقل ورزانه لكن عقلها ورزانتها سريعا ماتتلاشى إذا رأت سلافه ..
فسلافه نقطة ضعفها .. كانا يتشاجران دوما ..
وينتهي الشجار عادة بالعراك ..الذي لاينقضى الا بشرط أن تفلت إحداهما شعر الأخرى .. فيفلتان سويا ثم تحاول كل واحدة منهما التقاط أنفاسها بقوة .. وسرعة ..
وتنفي كل منهما شعورها بالألم ..
كان الكل يرى أن المخطئ دوما هي سلافة .. ولايلقون باللوم الا عليها مع أن الخطأ مشترك من كليهمافـسلمى .. هادئه أمام الجميع .. تحاول ارضاء والدتها بلسانها ..
تحب مذاكرة الدروس .. ولاتحب الخروج للشارع ..
وكانت سلمى تجيد تمثيل دور المسالمة .. ولم يعرف حقيقتها سوى سلافة ..
كانت أمهما .. ومعلماتهما .. يعقدون المقارنة بينهما ..
على الرغم من تفوق كليهما .. وأنهما متساويان بالأدب ..لكن سلافة .. كثيرة الحركة .. بخلاف سلمى ..
فضلا عن أن سلمى تحب الدراسة .. وسلافة تمقتها ..
أحيانا .. كانت تغيب سلافة عنهم ولايعلمون أين هي .. !!
فيتساءلون ويبحثون ..
وبالصدفة تفتح أختها الكبرى خزانة الأغذية فتصرخ .. فقد وجدت سلافة جالسة على رف من أرفف الخزانة .. تأكل ماتحبه وتشتهيه منها وهي في قمة الانسجام والمتعة ..
وكانت تتخيل سلافة .. كراسي المجلس .. خيول فتمتطيها ..
وتارة تحاول اكتساب فن الكاراتيه مع اخوتها الصغار وتعطيهم دروسا .. من صنع أفكارها ..
يأتي الليل .. ويرقد الكل ..
لكن عادة سلافه هي التأخر بالنوم ..فهي تذهب لفراشها بتمام التاسعة ..
وتجلس تحكي القصص لأختها الصغيرة وتلعب معها ..
حتى تأتي أمهن بعد ساعة لتفقد الوضع .. فيأخذن الجرعة المنومة ..
التي أدمنتها سلافة .. ولم تعد تستطيع النوم الا بها .. بل انها لاتجد للنوم اي لذة ولا طعم بدونها أحيانا ..
وأحيانا .. يبطل مفعول هذه الجرعة
ويقارب منتصف الليل على المرور .. وسلافه في فراشها مستيقظة ..
تفكر وتتأمل .. لكنها تخشى الحراك والنهوض .. خوفا من أمها
تتذكر سلافه أحداث اليوم .. مرة تتذكر مايبكيها ومرة مايضحكها ..
كانت تشعر بأنه لا أحد يفهم سلافة ولا أحد يعرف مايكنه صدرها ..
تنام .. بعد تفكير طويل وعميق .. إلى أن تستلم للنوم فهو السلطان الذي يغلبها,,
لتبدأ .. يوم جديد آخر ..ـ
ــــــــــ
ألا ترون معي أن شخصية كسلافة تثير الاهتمام !!!
مـارأيـكـم بـ .. سـلافـه ؟!!!

العقل الباطن .. ورائحة المطر

الأجواء الغائمة .. و رائحة المطر
تثير في نفسي شجن لاأستطيع تبريرة ..
أمكث وهلة فتبدو لي معالم ذكرى قديمة ..
وأحيانا أنصاف معالم مرة أخرى ..
يذكرني .. بـ ..
ليلة كانت أبواب السماء مشرّعة .. وكان الهواء بارد جداوكنت أتعرض لتلك الزخات و أشربت تلك النفحات
أتذكر كم كنت سعيدة .. وأنا بصحبة رفقة أحبهم
وأتذكر أن الهواء كان يهز قلبي فيرقص طربا ..
لكن ..
لم تعاد لي هذه الأحداث .. وأشعر بشيء من الحزن لا أدر لِمَ .. !!
أخذت أفكر للحظات .. وأبحث عن تفسير ..
" سبحان الله "
الذي أودع في مخيلتي مخزن لم أكتشفه بعد
كم يخزن عقلي الباطن من معلومات لا أعرف عنها ..
أحزن ولا أدر لم .. وأحاول التذكر فأجد بعض ملامح وأنصاف ملامح مرة أخرى ..
حتى أن هناك بعض العطور تثير في نفسي الحزن ..
لكني بالطبع عجزت عن المعرفة ..فالعقل الباطن يعرف مالا أعرف : )
أكره شيئا ما .. فأبحث عن سر هذا الكره فأعرف بعد البحث والتفتيش سبب هذا الكره
...
مذ عرفت نفسي .. وأنا أكره الحناء كرها شديدا ..
لاأحب رائحته ولا أطيق رؤيته
ثم أخبرتني جدتي قبل فترة بأني تعبت يوما وكانوا قد وضعوه في راحتيّ .. فمرضت في ذلك الحين ..
ولم أنم تلك الليلة كنت حينها في سنتي الخامسة ..
فلما أخبرتني .. قلت .. أيعقل أني أكرهه بسبب تلك الحادثة !! ..
وفعلا استطعت تذكر تلك الليلة الظلماء فلم أزل أكره مذ ذلك الوقت سؤالي ..
لم ينقل لي العقل الباطن الشعور بالحزن عند تجدد الذكرى وقد كنت حينها سعيدة ؟!
هل وجدتم ما أجد ؟!!

كتاب الاتيكيت .. أين المشكلة ؟!

قبل سنوات وأنا طالبة في المرحلة الثانوية .. وقعت عيني على أحد كتب المكتبة ..
وكان بعنوان فن الاتيكيت .. وهو كتاب قديم مترجم
شدني عنوانه .. وفي ذلك السن كان عنوانه جذاب بالنسبة لي ..
فتحته وبدأت أقرأ فيه ..
ثم أغلقته ..
وكلي قناعة بما قرأت فيه .. وعزمت النية أن أطبق ماقرأت فيه بحذافيره .. حتى أكون متوافقة مع هذا الفن
حضرت الجلسة الأسرية وكلي عزيمة على تطبيق ماقرأت حرفيا .. وبدأت أحاول نقل ماجاء في هذا الكتاب لهم .. قلت ..
هل تعلمون .. أنه ليس من الاتيكيت .. أن ترتدوا ساعة يد حين الذهاب لسهرة ما ..!!!
لم أكد أنهي عبارتي حتى تعالت الضحكات !!
نظرت بحنق .. ثم قلت .. نعم .. لكن أنتم لاتعلمون ولاتتقنون هذا الفن ... وأنتم .... !! ثم سكت محبطة في جلسة أخرى ..
ذكرت لهم .. إحدى القواعد في هذا الفن ..
وهي أنه من الاتيكيت .. أن تغلقي الأنوار حال خروجك من المكان .. فهذا ماقرأت في الكتاب
فضحكوا وقالوا هات المزيد .. فأخذت أسردها لهم ..
وأن تزيلي الرغوة من على الصابونة بعد استخدامها ..
"ضحكات عاليه" .. لكني أكمل دون أن أعيرهم اهتمامي ..
ومن الاتيكيت .. أن لا تغتابي أحدا .. ولاتنقلي الكلام
ومن الاتيكيت .. أن لا تقبلي أطفال الغير .. فقد لايكونوا يرغبون بذلك ..
ومن الاتيكيت .. أن لاتحكي للحلاق أسرار بيتك فقد يقوم نقلها لباقي الزبائن ..
سكتت ..
فقالوا ..
بعد أن كادوا يقعون مغشيا عليهم !!
أين هذا الكتاب ؟!!
وأنا أعرض عنهم ولا أرد ..
حتى استمر لقب كتاب الاتيكيت ملازم لاسمي .. وكأني اتيتهم بعلم من عندي !!
وكل ما ذكرت لهم معلومه ولم يريدوا تصديقها .. سألوني هل هي من كتاب الاتيكيت !! ..
سؤالي .. أين المشكلة .. ؟!!
بكتاب الاتيكيت أو بفهمهم أو مني ؟!! :)

يـالـيـتـني ديـك .. !!






أتمنى أن أكون طيرا ,, كل ماسقطت عيني على أحدها ,,

فكل ماتعيش لأجله هو قوت اليوم ,, ويسهل لها الله ذلك ..



" تغدو خماصا وتروح بطانا "



وأشعر بالغبطة كل مالمحت عيني تلك القطة التي لاتفارق منزلنا ,,

والتي لاتفتأ تتنقل من قمامة إلى أخرى ،،

ماأروع معيشتهم ..



أنا أغبط كل مخلوق على وجه الأرض سوى الإنسان ..

فقد قال تعالى : (( لقد خلقنا الانسان في كبد ))



......





قبل سنوات ابتعنا ديكا ودجاجتين ..

وهيئنا لهم مكانا في الفناء ,,



وعيينا لهم مشرفة غذائية .. وكان البيت أجمع في خدمة هؤلاء الضيوف ,,

وكانت المشرفة تعتني بهم أيما عناية .. فما كانوا يأكلون إلا التبولة مع سلطة الخضراوات .. ولهم من حزم الخضراوات نصيب مفروض





ولابد من أن يتذوقوا معنا البطيخ والشمام ,, ومع ذلك لم نسلق لهم بيضا ,, ولم نكسر لهم عظما .. ولم نأكل لهم لحما ,,

أحسب الراعين لهم لايبغون سوى الأجر والثواب من الله –جل وعلا- ولاأزكي على الله أحدا

كنت أرى سعادتهم وكمال حريتهم فلا قفص يضايقهم ,,

بل أنهم يتجولون في الأرجاء بلا رقيب ولاحسيب ..



كثر النسل .. ولاأنكر ماأضافوه على البيت من روح وحياة ,, وكان أكثر مايرغبنا بالديك أنه يوقظنا لصلاة الفجر ,,

فنستأنس بصياحه .. ونستبشر ..



بعد سنتين -تقريبا- كبر هذا الديك وشاخ .. وقلص نغمة الصياح ..



وأصبح يخطئ في المواعيد .. فتارة يصيح في الساعة الثانية عشرة .. ومرة على الواحدة -الكبر شين -

استيقظنا ذات صباح فوجدناه ملقى بالقرب من صحن الفطور ..

ووجدنا روحه قد فاضت وفارق الحياة ,,



حزنت كثيرا حين لمنظره ,,وسألت عنه وأين وضعوه !!

فكان الجواب الطبيعي ،، بأنه الآن في سلة المهملات !!!



خلف شعور الحزن في صدري شعور بالغبطة ,,فقد عاش بلا هم وبلا نصب ولا تعب ,,,

لم يحمل هم القوت ..ولم يكدر صفوه شيء ,,



وإذا أغضبته حرمه المصون فماعليه إلا أن ينقرها بمنقارة وانتهت المشكلة !!!

ثم يموت وإلى القمامة ..ولاحساب يوم القيامة ولايخاف نار ولايطلب جنة !!!

حينها قلت بقناعة تامة ,,




ياليـتـنــي ديـــك !!!!



"رزقني الله وإياكم السعادة في الدارين .. "وأحسن خواتمنا "

العرب .. دعوة للانصاف

النظرة للعرق العربي قاسية ..
فممن يصورهم قساة وجافين .. وممن يصورهم لامبالين وفوضوين ..
وممن يراهم المخربين المشوهين .. وممن يصورهم المتناحرين المتباغضين ..
وممن بالغ في الجفاء فجعلهم الجهلة والمتخلفين !!!
ــــــــ
هذه النظرة لا تأتي فقط من أجنبي أو غربي فحسب بل أصبحت نظرة العرب لأنفسهم .. فلا أعرف السبب في تكوين هذه النظرة لدى أنفسنا ولدى الغير !!
غير أن الإعلام يلعب في هذا المجال أكبر دور ..فله نصيب من المسؤولية تجاه هذه النظرة القاسية تجاهنا معشر العرب ..
وإن كنت أجزم بأن منكم من سيقول هي نظرة حقيقة ومنصفة !!!
ولن أقول بأني أعلم أهي فعلا منصفة أم لا !!!
لكني تساءلت ,,لم اختار الله -عزوجل - خاتم الأنبياء وسيد البشر من بني يعرب !!!
لِـم كـان النبـي -صلى الله عليه وسلم - عـربـي ؟!!!
فماعرفته من تاريخ ماقبل الإسلام أنهم عرفوا بكرم الأخلاق ,,فمن إكرام الضيف - إلى الشجاعة والشهامة - إلى الوفاء بالعهد - إلى صيانة المرأة إلى الحد الذي أدى بهم لوأدها - إلى غض البصر عن حليلة الجار ولم يكن هذا تشريع بطبيعة الحال ...
هذا .. فضلا عن أني أجدهم ,,وسطاً بين الأمم فنحن وسطا بالشكل فلا نملك عيون صغيرة كعيون الشرقيين ولا ملونة كعيون الغربيين ,,
ولم نملك أجساد الغربيين ولا كأجساد الشرقيين ونحن وسط بينهم طولا وعرضا ....
وبشراتنا كذلك وسط فلا هي ناصعة البياض كالغرب ولا كسمرة الأفارقة ..
وكذلك من ناحية العاطفة فنحن وسط لسنا نملك عواطف مفرطة كعبدة البقر من شرق آسيا ,,
ولا قسوة قلوب قتلة الأنبياء من العجم ,,
وفي نظري أنهم الأرجح عقولا ,, فالدراسات تشير إلى تفوق ذكاء صغار العرب على صغار الغرب ...
ــــــــــ
أنا لا أدعو لتقديس العرق والفخر به ,,
بل إني أدعو لانصافه إن كان هناك مجال وفسحه ,,
هل النظرة للعرب منصفة !! ..

الخميس، ٢٦ جمادى الأولى ١٤٣٠ هـ

الاستعمار الغائب الحاضر ..

منذ مدة طويلة كان قد أعلن الاستعمار الأوربي انسحابه من البلدان العربية المسلمة..
رحل بعد أن غير المناهج.. وهز المفاهيم..وغير الدستور..
رحل عن الأراضي،،،
معلنا بداية استعمار آخر.. جديد..أقل تكلفة من الذي يسبقه....
يحقق له أهدافه ..وكمايقولون بطيئ... لكن فعّال..
إنه استعمار العقول ...
كنت في أحد المراكز التجارية.. وعلى أني أذهب لها بفترات متقاربة نسبيا.. إلا أنه في المرة الأخيره أصابني حزن .. وتعجب
فلا فتياتنا يرمزون لفتيات الإسلام ..
ولاشبابنا كذلك ..
رأيت فتاة بعمر السابعة عشر تقريبا .. كاشفة عن شعرها بأكمله ... وصففته بطريقة تؤهله لأن يكون سلكا لسماعة الهاتف،،
وقد رسمت شفتيها بقلم شفاه مشع .. ووخططت عينيها بقلم الكحله ووصلته بشحمة الأذن،،
ورأيت شابا,, ينافس في طول شعره طول شعر بنات جنسي،، وهو أيضا مقارب في تسريحته للفتاة التي وصفت...كلاعبي الكرة القدامى،، في حقبه من الحقبات الزمنية
وقد أرتدى طبقات من الملابس لا نستطيع أن نحصيها...فاقع لونها.. لاتسر الناظرين..وطاقيه (كاب) على رأسه،،، ونظاره شمسية وهو في داخل المركز..ونصف الليل أوشك على الانقضاء
ــــــــــــــ
ليست القضية قضية لباس .. ومظهر خارجي وحسب،،وإن كانا مهمين ويعكسان مابالداخل,, لأنه وكما قيل كل إناء بما فيه ينضح...
لكن.. القضيه أصبحت أكبر..و أصبحت استعمار عقول,,
فشبابنا.. يستمد مقاييسه ومبادئه من الاعلام الغربي المسموم..وأصبح له بمثابة الشيخ للتلميذ...
هل نحن سذج لهذا الحد؟؟
وهل بسهولة التنازل عن المبادئنا والقيم والدين عندنا ؟؟
ولماذا لم نأخذ منهم التمسك..
بالهوية والمبادئ والقيم والدين كما عند اليهود.. والصينين... وغيرهم ؟
أولادنا,, هم في الحقيقة أبناؤهم..
فالاعلام من رباهم..
سلمناهم لهم ..
فاحتلوا منهم العقول ..
وأبقوا لنا أجسادا خاوية ,,

" إسبـانيـا " ..

ماكنت أعرف عنها إلا أنها حب السياح ,,وبأن لها طبيعة جميلة ساحرة ..فقد كان هذا مبلغ علمي،،كنت أسمع باسمها الآخر "الأندلس" ,, لكني مااستشعرت معنى أن يكون لها هذا الاسم العربي !!
قرأت في تاريخها مؤخرا ,,
فسرى حبها في قلبي .. عشقت ذاك الزمان ..
وأولئك الرجال الذين وصلوا لها ؟؟ وجعلوا منها معقلا للعلم والثقافة .. والأدب
وجعلوا من مبانيها متاحف فنية .. كمسجد أشبيليا وقرطبة وكقصر الحمراء - في غرناطة - فهو خير شاهد على ذلك ..
لقد شملت حضارتها مختلف الجوانب كالزراعة والصناعة والتجارة والأدب والفن والمعمار والفلسفة وفن الحروب والفروسية..
وكما نعرف أن نهاية هذا العمران وهذه الحضارة الاسلامية ..كانت الضياع والذهاب .
.فهذه هي السنة لمن يتهاون بتعاليم الدين الحق ..
وأهم أسباب السقوط
* ضعف التمسك بالدين ،،فربما " الكأس والوتر " هما من ضيعهم ..
* الترف والليونة والتنعم ..
* والانشغال بأمور الدنيا وسفاسف الأمور
* كما أن فساد العقيدة وانتشار عقيدة الخوارج كان له أعظم أثر
للأســف..
كانت النهاية حزينة ومؤلمة ,, فقد ضاع ملك دام قرون طويلة ,,
استيقظ أهل غرناطة -آخر الولايات الأندلسية سقوطا- من غفوتهم على جيوش الصليبين وصوت المدافع ,, ورأوا الصليب منصوب على قصبة القصر ,,
تم لهم هذا بعد أن عقد معهم حاكم غرناطة أبو عبد الله الصغير .. "معاهدة التسليم" سراً ,, التي لم يطبقها منها غير شرط التسليم والاستسلام ...فسلمهم مفاتيح القصر ..وخرج منها جارا أذيال الخيبة والندم ..
امتطى فرسه وولى القصر ظهره ورحل ,,ثم ايقظته الذكريات ..وأحرقه الحب للقصر والملك ,, فالتفت إليه ورمقه بنظرة حزن وأسى .."دمعت عيناه" ..
فجاءته كلمات أمه الحارقة ,,(( إبك مثل النساء ملكاً مضاعاً ... لم تحافظ عليه مثل الرجال ))
هكذا كان سقوط غرناطة ,, آخر ولايات المسلمين في الأندلس ,,وبه سقط حكم المسلمين للأندلس ,,
فماذا تعني لك " أسبانيا " الآن ؟!!
....
مطلع قصيدة أبو البقاء الرندي الشهيرة في رثاء الأندلس ,,
لـكل شـيءٍ إذا مـا تـم نقصانُ --- فـلا يُـغرُّ بـطيب العيش إنسانُ
هـي الأمـورُ كـما شاهدتها دُولٌ --- مَـن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهـذه الـدار لا تُـبقي على أحد --- ولا يـدوم عـلى حـالٍ لها شان
يـمزق الـدهر حـتمًا كل سابغةٍ --- إذا نـبت مـشْرفيّاتٌ وخُـرصانُ
ويـنتضي كـلّ سيف للفناء ولوْ --- كـان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
أيـن الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ --- وأيـن مـنهم أكـاليلٌ وتيجانُ ؟
وأيـن مـا شـاده شـدَّادُ في إرمٍ --- وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ؟
وأيـن مـا حازه قارون من ذهب --- وأيـن عـادٌ وشـدادٌ وقحطانُ ؟
أتـى عـلى الـكُل أمر لا مَرد له --- حـتى قَـضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصـار ما كان من مُلك ومن مَلِك --- كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
* استنعنت ببعض المواقع للتوثق من الحقائق التاريخية *