تصحو " سُــلافـه " من نومها فتتخطى سرير أختها لتنزل قفزا ,,
يرمقها الجميع بنظرات تعجب .. كيف يصحو النائم ويقفز !!!
تبدأ يومها الجديد الحافل بالمغامرات والتصرفات الغير عقلانية ..
تشرب كوب الحليب بعد "التهديد والوعيد" ..
وتجلس لتمشط أمها شعرها بقوة .. كم تكره سلافه المشط ووقت الامتشاط !!
توصيها أمها قبل الذهاب للمدرسة بوصايا متعددة ..فتنظر سلافة لوالدتها ثم تشيح بالنظر .. وهي تنوي تجاهل هذه النصائح ..
فهي ترى أن هذه النصائح غير مناسبة لها ..
كانت سلافة زعيمة في فصلها ..كانت ذكية .. متفوقة .. لكن طاقتها الحركية إحدى مساوئها ..
تحب الحركة والضحك وتبحث عن المتعة في كل لحظة ..تحب قيادة الزميلات .. الكل يأتمر بأمر سلافة .. والكل يصغي لما تقول سلافه ..
رغم قوة سلافة الظاهرة .. واظهارها عدم الاكتراث بأمر أحد إلا أنها من أرق الفتيات .. وأكثرهن عاطفة ,,
تعود سلافة لبيتها .. فتبدأ بمزاولة نشاطات جديدة من قفز .. ونط .. وتسلق .. وشجار ..
تحاول حينا إغاظت أختها الصغرى وتلاعبها حينا .. قد تأخذها غفوة .. تقوم بعدها للغداء ,,
بعد العصر .. تجلس أم سلافة في وسط البيت وتنادي على سلافة وأختها ..ومن التي ستذاكر لها أولا ..
تكره سلافة وقت المذاكرة .. خاصة وأنه يعتبر وقت محاسبة أمها لها .. وتذكر الأخطاء الماضية .. : )
فيقام عليها الحد التعزيري للمرة العاشرة ..
تقوم أمها لانهاء إحدى مهامها وتوصيها بأن تذاكر وحدها ..
فتتجه سلافة لباب الشارع .. تخرج لترى صديقاتها ... تغبطهن كثيرا .. فأمهاتهن لايمنعنهن من الخروج
نسيت سلافة أمر أمها .. لعبت كثيرا .. حتى كادت تنسى اسمها من شدة الفرح وكثرة اللعب ..
فجأة .. سمعت سلافة .. صوت منادي ينادي باسمها ..
قلبت أعينها بالسماء ثم قالت بصوت خافت ..
" ياويلي .. انها أمي .."
اتجهت سلافة الى مصدر الصوت .. كالذي يغشى عليه من الموت ..
تلقتها أمها بنظرات كادت أن ترديها قتيلة .. وأمسكت بيدها توقعت سلافة الخطوة التالية .. فأنزلت عينيها وأخذت الجرعة بكل صبر واحتساب ..
" سـلــمـى " .. أخت سلافة الكبرى ..كانت تختلف في الشخصية عن سلافه ,,
كانت ذات عقل ورزانه لكن عقلها ورزانتها سريعا ماتتلاشى إذا رأت سلافه ..
فسلافه نقطة ضعفها .. كانا يتشاجران دوما ..
وينتهي الشجار عادة بالعراك ..الذي لاينقضى الا بشرط أن تفلت إحداهما شعر الأخرى .. فيفلتان سويا ثم تحاول كل واحدة منهما التقاط أنفاسها بقوة .. وسرعة ..
وتنفي كل منهما شعورها بالألم ..
كان الكل يرى أن المخطئ دوما هي سلافة .. ولايلقون باللوم الا عليها مع أن الخطأ مشترك من كليهمافـسلمى .. هادئه أمام الجميع .. تحاول ارضاء والدتها بلسانها ..
تحب مذاكرة الدروس .. ولاتحب الخروج للشارع ..
وكانت سلمى تجيد تمثيل دور المسالمة .. ولم يعرف حقيقتها سوى سلافة ..
كانت أمهما .. ومعلماتهما .. يعقدون المقارنة بينهما ..
على الرغم من تفوق كليهما .. وأنهما متساويان بالأدب ..لكن سلافة .. كثيرة الحركة .. بخلاف سلمى ..
فضلا عن أن سلمى تحب الدراسة .. وسلافة تمقتها ..
أحيانا .. كانت تغيب سلافة عنهم ولايعلمون أين هي .. !!
فيتساءلون ويبحثون ..
وبالصدفة تفتح أختها الكبرى خزانة الأغذية فتصرخ .. فقد وجدت سلافة جالسة على رف من أرفف الخزانة .. تأكل ماتحبه وتشتهيه منها وهي في قمة الانسجام والمتعة ..
وكانت تتخيل سلافة .. كراسي المجلس .. خيول فتمتطيها ..
وتارة تحاول اكتساب فن الكاراتيه مع اخوتها الصغار وتعطيهم دروسا .. من صنع أفكارها ..
يأتي الليل .. ويرقد الكل ..
لكن عادة سلافه هي التأخر بالنوم ..فهي تذهب لفراشها بتمام التاسعة ..
وتجلس تحكي القصص لأختها الصغيرة وتلعب معها ..
حتى تأتي أمهن بعد ساعة لتفقد الوضع .. فيأخذن الجرعة المنومة ..
التي أدمنتها سلافة .. ولم تعد تستطيع النوم الا بها .. بل انها لاتجد للنوم اي لذة ولا طعم بدونها أحيانا ..
وأحيانا .. يبطل مفعول هذه الجرعة
ويقارب منتصف الليل على المرور .. وسلافه في فراشها مستيقظة ..
تفكر وتتأمل .. لكنها تخشى الحراك والنهوض .. خوفا من أمها
تتذكر سلافه أحداث اليوم .. مرة تتذكر مايبكيها ومرة مايضحكها ..
كانت تشعر بأنه لا أحد يفهم سلافة ولا أحد يعرف مايكنه صدرها ..
تنام .. بعد تفكير طويل وعميق .. إلى أن تستلم للنوم فهو السلطان الذي يغلبها,,
لتبدأ .. يوم جديد آخر ..ـ
ــــــــــ
ألا ترون معي أن شخصية كسلافة تثير الاهتمام !!!
مـارأيـكـم بـ .. سـلافـه ؟!!!