قراءة في ملامح مكلوم ,,
" فقَد أمه "
طفلة صغيرة تركض لأقرب مخبأ كي تخفي دموعها عمن حولها ,,
ترى في أعين الناس دموع الحزن على وفاة أمها ..
فتكتم عبرتها وتولي هاربه .. نحو المتنفس أراها تبحث في أوجه النسوة .. عن شيء تفتقده !!!
نظرتها مليئه بالحيرة .. لاأستطيع وصفها لكم ..
أختها الكبرى ذات السبع عشرة ربيعا .. تحاول جمع شتات أخوتها وهي ممزقة الأحشاء ومبعثرة الوجدان
ومشتت الملامح...
أعتذر منكم .. لا أستطيع ترتيب كلامي .. يخونني الأسلوب في وصف ماقرأته في تلك الملامح الحائره ..
وقد سمعت أنين أحشائهم الجريحة ..
مرض أمهم كان طويلا .. لازمها المرض ثمان عشرة سنة ..
كان أثر حادث سيارة أصابها برأسها ففقدت الذاكرة وتأثر عندها النطق والتركيز ,,
ومع السنين زادت آثار هذا الحادث .. إلى أن ظهرت أورام في رأسها .. قالوا أنها حميده لكنها في أماكن حساسة و خطيرة ..
أنجبت أربعة أطفال ..
كانت أختهم -طالبة الثانوية- ترعاهم وتهتم بهم ..
فأمهم شُلت في آخر حياتها .. وفقدت البصر ..
توالت عليها الجلطات الدماغيه ..أخراهن .. كانت سبب في حلول المنية ..
الحزن ألم بي .. لحال المتوفاة .. رغم أن حالها يبشر .. وماعرفت إلا بالصلاح .. والطيبة ,,
وعلى تلك .. الفتاة الصغيرة التي جعلت منها الظروف أمّاً و أختا ..
وعلى الطفلة ابنة العاشرة .. وأنا أراها تبحث عن دروة مياه خاليه تفرغ فيها مافي جوفها من أحزان وانكسار ..
أما ابنة السادسة .. فلا أدري أتعي شيئا !!!!
أم لا !!
........
قدر الله وماشاء فعل ,, والله أرحم بهم منا ..
لكن هؤلاء الصغار أدموا قلبي أسى لحالهم .. فلم يعيشوا حياة طبيعية كأقرانهم ..
والحمدلله على كل حال ..