الجمعة، ٤ محرم ١٤٣٢ هـ

فَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا بالحُبِّ مَـاتَ جَـوًى .. !!


سَأَلتُهَا الوَصْلَ قَالَـتْ لاتُغَـرَّ بِنَـا

مَنْ رَامَ منَّا وِصَالاً مَـاتَ بالكَمَـدِ

تلك التي نالت على يدها مالم تنله يدٌ ..أنطقت الخليفة بأجمل أبيات الوصف والمدح
قتلته بكل مافيها .. وأرسلت سهام الفتنة من كل أنحائها

سهام اخترقت قلبا عتيٍّ ذوجلد
بدأ وابل سهامها بنظره لمعصمها ومازيّنه .. والنظر " سهمٌ مسموم " ..

وكان آخر ذلك الوابل وأشده .. لواحظها .. !
فأسى لحاله حين رأى جراحه سترديه قتيلا .. ولن يقاد قاتله ..

فحُقّ على كل جميلة منعّمة علمت أنها تزهق الأراوح قبل حينها
أن تقول ماقالت فاتنة الخليفة .. " لاتغرّ بنا " ..

فيا ساحرة الألحاظ .. لاتقتلي بسهام العين ولا المبسم
فإن حصل و كان وفتكت السهام
دعي أمر بعثه للزمن و لاتحييه .. فوصالك لن يزيده إلا كمدا ..

فَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا بالحُبِّ مَـاتَ جَـوًى

من الغَـرَامِ وَلَمْ يُبْـدِي وَلَـمْ يَعِـدِ

فهل استشعرت معنى أن تكون قد سفكت دماً في الحب !!

وهل استشعرت معنى أن قلبا مات ولايحييه سواك .. !!


لاتستهينوا بذبحٍ كذبحه ..

ولنحمد الله أن " مالقتيل الحبِّ من قَود" ..

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم ...

    بديع جداً ما قرأت ؛ ولمت نفسي أنني ابطأت الزيارة ؛ نعم ... فأخاكم مشترك في مدونتكم منذ زمن ؛ لكن المشاغل والتسويف والنسيان حاصرنني ؛ فعذراً منكم ...

    هذه المرة سأعلق ؛ وهل أملك ألا أفعل !

    فقد اختزلتم بالأعلى وبأسطر قليلة مشهداً من أعذب المشاهد ؛ وآلمها ؛ وهل أشد ألماً من ألم الحب ؟

    وكما تفضلتم ؛ فقتيل الحب ليس له قود ؛ ولا دية له ؛ أمر مبكٍ أن يعلم القتل ويعرف القاتل ويترك دونما مساس وعصبة القتيل وخاصته لا يملكون سوى الرضا والتسليم و ... الترحم على فقيدهم ...

    الآن ؛ تذكرت هذه القصيدة ؛ ولعلها تكون مناسبة :

    أغركَ مني أن حبكَ قاتلي ** أنكَ مهما تأمر القلب يفعلِ
    و أني امتثالا للعهود و للهوى ** شدوتُ بكم في كل نادٍ و محفل
    تحاشيتُ رأي الناصحين بهجركم ** و أوقعت نفسي في شماتة عذّلي

    و قد كنتُ عفتُ العشقَ أصلا و جملةً ** و قد كنت عن نجوى القلوب بمعزلِ
    أ تذكُرُ إذ يممتَ نحو ديارنا ** و أسقَيتَ سُـقيا المُغرَمِ المُتَعَجـِلِ
    نُغَاثُ بحرفٍ منكَ يوما فننتشي ** و تخضرُّ قيعانُ الهوى بتهللِ

    و أطلقتَ سهما إثر سهم تريدنا ** فجئنا بطوعٍ ياملاذٌ لعـُـزلِ
    و سلمتُ نفسي و الحصون و منزلي ** و صرتُ أنا رهن الحبيب المُكَبِلِ
    و صار فؤادي للمتيم منزلا ** فأكرمُ خلقِ اللهِ حلَّ بمنزلي

    ومنه خيالٌ لا يزال مؤنسي ** أيا قصر ليليْ مع لذيذ التخيل
    فمازال يغشاني كسابقِ عهدِهِ ** وأُدنِيِهِ إدناءَ الحبيبِ المُدَلَّـلِ
    فإن كان حـَينُ المرءِ يأتيه غفلة ** فقد كان في حرف المسنجرِ مقتلي

    عقدتَ لنا في الحرف يا حـِـبُّ عقدةً ** فأواه من سحرٍ ، و ليس بمُبطَـلِ
    فأحظرُ كلَّ الخلق أبغيك واحدا ** يَدين له ضعفي و حسن توسلي
    لي الله كم قبّـلتُ حرفكَ عامدا ** فداك فؤادي !! أي بنان المرسل

    تشوقت للتأنيب منه مرددا : ** أيا هذهِ رُدّي السلامَ بأجملِ
    فيهتفُ قلبي إذ يسابق أحرفي ** (لك السمع) شأن العاشق المتذلل
    و يهدي الي الوجه أصفر باسما ** فديتك ان اغراك ذلي فأذلل

    (مكر مفر مقبل مدبر معا ) ** و جيب فؤاد بالغرام قد ابتلي
    تمر الليالي لا يرد سلامنا ** فآه لقلبٍ منه يغلي كمِرجَل
    و أفتح ايميلا و أغلق آخرا ** و أبحث عن حرفٍ يمينا و شمألِ

    فهذا فؤادي يستغيث بعزتي ** أيا أخت نجد ويح عشقك ِ أقللي
    و نقسم ألا نستهين بوصلنا ** و أن قرار الصرم غير مؤجل
    فما إن بنيتُ السد بيني و بينه ** تـَـحَـيّـل !! وآ لهفي على المُتحيّل

    و عاد رماد الوجد يبعث جذوة ** حنثتُ بحلف منه لم أتحلل
    ألا يا صبا نجد اذا سرتِ نحوَهمْ ** فضمي حبيب الروح هونا و قبّلي
    و قولي له ان العذيبة أُولعت ** بحبّ بعيد الدار ؛ همي و مأملي

    فلست أرى بـِشرا يلوح لمقلة ** و لي كوكبٌ إن يحلكِ الليلُ يأفل
    سنذكركم مادام في غسق الدجى ** تعاودنا الأشواق لم تتبدل
    عليكَ سلامٌ مارغبتَ سلامنا ** سواء سكنت العين أم قلبنا الخلي

    قفا نبكِ من ذكر المتيـِّـمِ قلبـَـنا ** فسـُـلّ فتوني فيه يا دمع و انسلِ
    (تجاوزتُ أحراسا علي و معشرا) ** و كدت ُأجازى بالعقاب المعجل
    و والله لو يدرون كيف عشقته ** أراقوا دمي في (ذي الحقاف العقنقل)

    لعلك مأسورٌ ، و عذبٌ طليقة ** فيا جارة يا ليت هذا يحصلِ

    و ... ودي وتقديري.

    // شتات فكر // مر من هنا ؛ ثم مضى.

    ردحذف